Friday, November 26, 2010

المعرفة هي الحل



 أختلف مع شعار"الإسلام هو الحل" لأني أؤمن بالدولة المدنية لا الدينية. فكما أرفض بشدة إستخدام  الكيان الصهيوني للدين لتبرير سلب الأرض وإقتراف الأعمال الوحشية ضد الفلسطينين، أرفض أيضآ أي نظام قد يعامل غير المسلمين في مصر كمواطنين من الدرجة الثانية.  فضلآ على إن القائمين على نظم الدول الدينية يدعون إمتلاك الحقيقة المطلقة وعليه فإنهم دائمآ يتهمون معارضيهم، أي كانت ديانتهم، لا بالخيانة فقط وإنما أيضآ بالكفر.ء

وإن كنت أتفق مع شعار الديمقراطية هي الحل، والذي أطلقه علاء الأسواني في رفض مزدوج للأوضاع الحالية وللإخوان المسلمين، ولكني أرى أنه من الناحية العملية، وعلى الرغم من تزايد أعداد المطالبين بالتغيير، لا توجد مؤاشرات على أن التغير سيتحقق في أي وقت قريب نتيجة إنعدام الإرادة الجماعية للشعب، وللرهبة من البطش المعنوي والفعلي الذي تمارسة أجهزة الدولة ضد معارضيها.ء

وعليه، فأنا أقترح تبنى شعار "المعرفة هي الحل"، وكخطوة أولى لنشر المعرفة في مصر، أطالب أن يجتمع مثقفينا وعلمائنا في الداخل والخارج لوضع منهج متكامل لكافة مراحل التعليم المدرسي والجامعي، وأن يقدموا هذا المشروع عند إكتماله كهدف القومي موحد للمصريين جميعآ.ء

وكلي أمل أن يجد هذا المشروع تأييد كافة المصريين، شعبآ وحكومة. ولم لا وهو مشروع سلمي يدعو إلى العمل مع وليس ضد الحكومة وعليه لايعرض من يتبناه لأي أخطار. كما إنه لايتعارض مع مبادئ إي تيار سياسي أو فكري أوديني.  والأهم إنه بعيد عن تعقيدات السياسيات الداخلية والدولية التي تصاحب دعوات الإصلاح الأخرى.ء

ودليلي على أن المعرفة هي فعلآ الحل المنشود لمصرنا هو الإزدهار المذهل الذي حققة المسلمون عندما وعوا أهمية العلم والمعرفة وأمنوا بعدم تناقَض أو تنافر الإيمان و العلم، بل على العكس كان الحرص على حساب مواقيت الصلاة ومواقع القبلة وأقصر الطرق إلى مكة لأداء الحج في بلاد المسلمين المترامية الأطراف، هوالسبب الرئيسي لتبجيل العلم والعلماء، والدافع الأول لجمع وحفظ وترجمة وفهم علوم وإختراعات السابقين من علماء الفرس والهند والصين واليونان، ثم للتفوق في هذه العلوم وتصحيحها وتطويرها والإضافة إليها وإستحداث كل ما هو ناقص. وبهذا نبغ علماء الحضارة الإسلامية ( ومنهم مسيحيون ويهود ومجوس) في علوم الفلك والخرائط والجبر والطب والفلسفة والهندسة وحساب المثلثات والكيمياء والفيزياء والزراعة والري والشعر والموسيقى والعمارة.ء

وفي العصور الوسطى، وعندما إختلط أبناء أوروبا المتخلفين علميآ بالعرب في أسبانيا وصقلية وفلسطين، قدر طلاب العلم فيهم تفوق العلوم عند المسلمين، فأتقنوا العربية وشرعوا في دراسة وترجمة كتبهم وأختراعاتهم وأبحاثهم حتى برعوا فيها و درّسوها في مراكزهم العلمية فإنتقلوا بهذا من عصر الظلام إلى عصر النهضة. ولأنهم إستمروا في تقدير العلم وصلوا لما هم علية الأن، بينما وللأسف الشديد، تضائلت أهمية العلم تدريجيا عند المسلمين، والنتيجة معروفة لنا جميعآ.ء

جائني هذا الخاطر بعد قراءة كتابين عن أعلام الحضارة الإسلامية. هؤلاء العلماء الأفذاذ والذين برع  كل منهم في أكثر من مجال، هم أفضل من نسلط عليهم الضوء كقدوة ومثل يحتذى به. فيصبح قدوة أبنائنا هم  الخوارزمي، وإبن سيناء وإبن رشد والبيروني والإدريسي والكندي والفرابي والمدريدي وإبن حيان والرازي وعمر الخيام وغيرهم.ء

  وعلينا أيضآ أن نذكر أنفسنا وأبنائنا أن ما نصبو إليه من إحياء لمجد الأولين ليس بالمستحيل والدليل على هذا هو ما حققة أمثال سميرة موسى ومصطفى مشرفة وطه حسين ويحيى المشد وأحمد مستجير ومجدي يعقوب وفاروق الباز وأحمد زويل ومحمد النشاقي ومحمد غنيم ومصطفي السيد وغيرهم ممن برعوا وتفوقوا ونجحوا، مهما واجهوا من صعاب، لأنهم أمنوا أن المعرفة هي الحل. ء

الكتابان اللذان أشرت لهما أعلاه هما:ء


Lost History -Michael Hamilton Morgan
The House of Wisdom - Jonathan Lyons
 والكاتبان يستحقان التحية للمجهود الرائع الذي قاما به في جمع مادة الكتابين ولشجاعتهم في تأليف كتاب يقديم أنماط شديدة الإجابية للمسلمين على عكس النمط السائد في وسائل الإعلام، ولقيامهم بالتذكير بفضل الحضارة الإسلاميه على العالم أجمع وخاصة على الحضارة الغربيه في زمن إتفق فيه الجميع (بما فيهم نحن العرب والمسلمون)  على نسيان أو إنكارهذة الحقيقة.ء

1 comment:

Anonymous said...

This is one of the finest article i have read lately,i wish that every one in egypt read and do it,i think that this is the first step to change to better life.
Ignorance can lead to the known serious enemies poverty and illness while knowledge is the key for hope and success,every minute you spend in writing such motivating words is valuable and pricless.wish you good luck .