Friday, October 24, 2008

نهى رشدي، بنت بألف راجل

طول عمر شوارعنا فيها معاكسات. بس كانت معظمها بالكلام بس، ومن غير ألفاظ قذرة. يعني حتى الشباب اللي كنا بنقول علية صايع كان برضة عنده حدود مابيعديهاش. ولو عداها، كانت الأرض تنشق عن ميت راجل أو شاب جدع، يدافع عن البنت أو الست اللي أتعكست وكإنها أمه أو أختة. أما الأيام المنيلة بستين نيلة دي، وبالرغم من (أو يمكن علشان) الإنتشار الواسع للتدين المرتبط بالمظاهر و الشكليات، فالأخلاق و الأدب في أجازة طويلة و الرجولة منعدمة إلا في حالات نادرة.

ناخد مثلآ اللي حصل لنهى رشدي. بنت راجعة من السفر هي و صاحبتها هند و قربت من العمارة اللي هي ساكنة فيها في عز الظهر. لحد هنا و الحدوتة حلوة وملتوتة و مافيهاش أي مشاكل. لكن اللي حصل بعد كدة لازم يخلينا كلنا نراجع نفسنا لإننا كلنا مسؤلين.

سواق عديم الأخلاق و الرجولة إسمة شريف جبريل (وهو ولا شريف ولا يمت لجبريل بأي صلة) قرر أنه يمد إدة من شباك العربية النص نقل اللي هو سايقها، ويمسك صدر نهي ويشدها للعربية بقوة لدرجة إنها كان حيغمى عليها و فعلآ وقعت على الأرض وهي بتصرخ وتستنجد بالناس. وأنطلق الكلب بالعربية وعلى وشة ضحكة ساخرة بتاعت واحد فرحان بنفسة و متعود يعمل كدة و متعود أكتر إنه يفلت بعملتة.

وعلشان ربنا موجود، جت عربية من الأتجاه المعاكس و قفلت عليه الطريق. ، فقامت نهى ورمت نفسها على العربية علشان مايهربش. وأتلم الناس سألوا على اللى حصل، فحكتلهم نهى. و بدل ما يتلم علية ال "سو كولد" رجالة اللي في الشارع ويدوله علقة مأخدهاش زمالكاوي في كأس السوبر ولا ممثل للحكومة في الدويقة، حاول بعض الناس الموجودة إنها تساعد السواق على الهروب، وشوية يقولوا طيب يعتذرلك و الست الوحيدة اللي أتدخلت قالت لها معلش سبيه يمشي ومتبهدليش نفسك كده. حتى عامل جراج العمارة القريبة لبيت نهى و اللي يعرفها كويس طنش وعمل نافسة مش شايف ولا سامع!! ولكن نهى رشدي اللي حقيقي بميت راجل من بتوع زمان رفضت كل إقتراحات الخيبة التقيلة دي وقالت هو كان داس على رجلي؟ أنا لازم أخده القسم. ولما إستنجدت هند بأمين الشرطة في القسم القريب من مكان الدوشة دي كلها رفض إنة يهز طول سعادتة و يروح يخدم الشعب زي ما اليفط اللي على باب كل قسم ما بتقول. وهنا تدخل شاب شهم عمرة حوالي 20 سنة ، وجر المجرم شريف للقسم. والناس ماشية وراهم وبيقولوا "دى مجنونة دى ولا إيه؟ قسم إيه اللى دخلاه؟! دى أكيد هبلة!!". ونعم الأخلاق!! وفي القسم حاول أمين الشرطة إنة يقنعها تروح و تنسى الموضوع. وبعدين وقدام إصرار نهى كتب المحضر بالعافية و إتلكك بإن مافيش عربية تاخد المتهم لقسم مصر الجديدة، فإطرت نهي ووالدها إنهم ياخدوه هو و عسكري للحراسة (كتر خير الظابط) معاهم في عربيتهم لتسليمة هناك. عمار يا مصر!!!

المهم إن السواق أنكر كل حاجة في النيابة، لكن اللي شجع نهى هو إن وكيل النيابة كان محترم و قال لها أنت شجاعة جدآ. والباقي كلنا عارفينة. نهى كسبن القضية و إتحكم على السواق بتلات سنين سجن. يارب يطلعلة في السجن واحد يكون غاوي يمسك حاحات مش من حقة يمسكها!!!

تحية وشكر لنهى من كل ست مصرية لأنها بشجاعتها حتخللي شوارع مصر أأمن لنا كلنا.
وتحية للشاب اللي ساعدها بالرغم من تخللي كل الموجودين عنها.
وتحية لوكيل النيابة المحترم اللي ماحاولش يكسر مقاديفها ويطلب منها تتنازل.
وتحية للقاضي المحترم اللي خللى السواق عبرة لكل واحد يفتكر إنة ممكن يلمس أي ست و يفلت من أي عقوبة.

أما السواق، وال "سو كولد" رجالة اللي كانوا في الشارع و ماقطعوش السواق لعملتة السودا، وكل واحد أو واحدة سمعوا الحكاية و حاولوا يلوموا نهى أو يلمحوا إنها ممكن يكون لبسها أو تصرفاتها هي السبب في اللي حصل، و لكل واحد أو واحدة حاولوا يقنعوها إن إصرارها على أخد حقها دة بهدلة ليها، وعامل الجراج، وأمين الشرطة، ولكل شاب أو راجل بيستحل إنة يعاكس أو يستغل أي بنت أو ست، أو حتى يشوف كل دة و مايعملش حاجة، أنا عندي كلام كتير أوي أوي نفسي أقولهولكم لكن الرقابة مع الأسف مع الألم شاليتو كلة.

لكن خاليني أحاول أعالجكم بدل ما بس أشتمكم و ألعن أهلكم. فاكرين فيلم فؤاد المهندس اللي مدبوللي كان عامل فية دكتور نفسي وطلب من المريض المتعقد علشان كان قصير إنة يقول "أنا مش قصير وأوزعة، أنا طويل وأهبل"؟ عايزة كل واحد فيكم يوقف قدام المرايا تلات مرات كل يوم ويقول"أنا مش متدين و بعرف ربنا، أنا أنا ندل و عديم الشهامة". يمكن لما تعترفوا إنكم غلطانين تحسوا على دمكم و تبتدوا تصلحوا أخلاقكم الواطية .

و مافيش السلام عليكم علشان فورتوا دمي

1 comment:

Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.