Saturday, December 19, 2009

مصير مثقفة

علشان أكون حقانية ومش بكتب سلبيات زوجي العزيز وبأطنش على إجابياته (الكلام لك يا جار) ، أحب أقر وأعترف إنه لما رجع من السفر جابلي هدية (بدل الكتيب إياه).ء

طبعآ أول سؤال منطقي لازم يكون: هوه لحق يسافر؟ مش هوه لسه راجع من رحلة علاج؟ والإجابة هيه :هو قالي أعتبريها أجازة مرتيه!! (على وزن مرضيه) وبعدين هو أعصابه بترتاح لما بيبعد عني ياأخي، وأنا كمان مابصدق علشان أخد راحتي في تنظيف البيت خصوصآ الأماكن والحاجات اللي بيعتبرها جنان رسمي (زي تنظيف قلب مفاتيح النور بقطن الودان، بزمتكم، فيها حاجه دي؟؟) ء

أما السؤال المنطقي الثاني فهو: جابلك أيه ياصبيه حبيبك لما عاد؟ (مش عارفه إيه اللي فكرني بالأغنيه دي ، فاكرين عايدة الشاعر؟؟) والإجابة علي السؤال ده هيه: كتب طبعآ!! من ساعة ما إنسحبت من لساني وإعترفت إني ماليش في الدهب والمرجان والياقوت (أحمدك يارب) وهو مابينساش الحكاية دي أبدآ أبدآ ودايمآ بيهاديني كتب أو ورد أو سيديهات مزيكا!! وأوحش حاجة في الموضوع هي إني فعلآ بأفرح بالحاجات دي!!ء

والإجابة على:" أي كتب؟" هي: :كتاب جديد لأحلام مستغانمي مؤلفة الرواية المفرطة في العزوبة ذاكرة الجسد (كنت على وشك الإستغراب إن كتبها لسة موجودة في مصر مع إنها جزائرية، لكن الحمد لله إن عندنا عقلاء بيرفضوا إستبدال عدائنا المستحق -والمتواضع- لإسرائيل و الصهاينة- أرجو ملاحظة إني ماقلتش اليهود- بعداء جنوني وغير مبرر للجزائر وشعبها وحتي لماجدة قصدي لجميلة بوحريد اللي نقابة مصرية قررت وقف حملة التبرع لعلاجها!! أو الإحتمال الثاني -والأرجح - هو إن الجهل نورون ومشجعين الكورة عمرهم ما سمعوا عنها أصلآ)  أما الكتاب التاني فهو لرضوى عاشور مؤلفة رائعة ثلاثية غرناطة.ء

فرحت جدآ جدآ إن زوجي أخيرآ عرف وإفتكر نوعية الكتب والكتاب اللي بحبهم، وأنا فعلآ سعيدة جدآ بيهم. عقبال مايعرف ويفتكر إني مش باخد سكر في الشاي أو زرنيخ في القهوة قولوا يارب .ء

المهم إن المقدمة الطويلة- واللي ملهاش لزمة- دي كانت علشان أقول إني لما شفته بيطلع الكتب من شنطته إفتكرت موقف حصللي من حوالي عشرين سنة (عشرين سنة!! يانور النبي!!) كنت زهقت من قراءة الكتب الإنجليزي البست سللز (ربنا ما يحكم عليا بقرائتها تاني يارب) وبما إن المكتبة هنا كان لسة مافيهاش بيبي -إنصرف يافؤاد يامهندس-  قصدي مافيهاش كتب عربي، قررت إني أشتري كل كتب توفيق الحكيم من مصر وأجيبها معايا هنا. زي ماحنشوف، من عشرين سنة دي كانت فكرة منيلة بنيلة.ء

نزلت من الطيارة و خلصت إجراءات الوصول، وأستلمت الشنط، وبقلب جامد رحت على مكان التفتيش. المفتش فتح الشنطة من هنا وعينك ماتشوف إلا النور!! شرار طلع من عينه وأصوات غربية طلعت من بقه!! كان معايا حوالي أربعين كتاب وكان الغلاف من ورق زي ورق النشاف أو ورق اللحمة، شوية أخضر وشوية أصفر وشوية برتقالي. بس المشكلة كانت في الشوية اللي غلافهم أحمر. مش عارفة سيادة المفتش فكر في إيه بالظبط - ومش عايزة أعرف- المهم إنه دب إيدة جوة الشنطة وطلع الكتب كلها. وطبعآ إعتمادآ على إطلاعه الواسع و ثقافتة الأوسع، قرر إنة يفرزالكتب المسموحة من الغير مسموحة بناء على عنوانها (صحيح عندنا مثل بيقول الكتاب يبان من عنوانه بس عمري ما كنت أتصور إني حاشوف التطبيق العملي للمثل ده، وكمان المثل في الإنجليزية بيقول عكس كدة، فكنت متشوقة أعرف مين فيهم اللي صح.)ء

نبتدي الفرز. عصفور من الشرق: مسموح، يوميات نائب في الأرياف: مسموح، براكسا ومشكلة الحكم: غير مسموح :طبعآ، يعني مش كفاية التلميح إن أي حكم ممكن يكون فيه أي مشكلة، لأ وكمان واحدة ست هية اللي معترضة!! هزلت. نكمل: ليلة الزفاف: غير مسموح -مش محتاجة شرح دي، شهرزاد: مسموح، أهل الكهف: مسموح، الأيدي الناعمة: ؟؟؟ ممكن كدة وممكن كدة. طب خلي الكتاب دة في كومة ثالثة لواحدة.  عصا الحكيم: مافيش مشاكل، حمار الحكيم: أيش هادة؟ بس برضة مافيش مشاكل، حماري ومؤتمر الصلح: لأ كدة قلة أدب، غير مسموح، ياطالع الشجرة: شجرة نخلة مافيش مشاكل، راقصة المعبد: ثكلتك أمك، غير مسوح.ء

هنا كان شكل المفتش أبتدى يزهق، خصوصآ إنه إكتشف إن الكتب مافيهاش صور، فإبتدى يلكلك: شمس وقمر: مسموح، مع الزمن: مسموح، زهرة العمر: مسموح، أقاصيص ونوادر أشعب: مسموح، حماري وحزب النساء: هي إيه حكاية الجدع دة مع الحمير: طيب مش مسموح، السلطان الحائر: مش مسموح، سلطان الظلام: شرحة، هي والراهب: أستغفر الله، عهد الشيطان: دا كافر دا ولا إيه، الملك أوديب: وكمان مش عارف إسم الملك!! حماري وحزب النساء: مافيش ولا حمير ولا حريم حيعدوا من تحت إيدي!!  ء

لحد هنا وكنت مجرد ندمانة على جلب هذا العدد الكبير من الكتب واللي كلها لتوفيق الحكيم لإني كنت معجبة جدآ بكتاباتة وإعجابي زاد لما عرفت إنه يقربلنا من بعيد، بعيد أوي، وكنت بأسلي نفسي وببرطم بصوت واطي: ألهم  طولك ياروح. أما لما المفتش سألني: إيش فيكي؟ كل الكتب للحكيم؟  حكيم ايش دة؟ رديت: لأ مش طبيب، هوه إسمه كدة، دا كاتب مشهور عندنا. وطبعآ ماجبتش سيرة القرابة من قريب أوبعيد وبرطمتي تحولت لدعاء: ربنا يعدي اليوم المهبب ده على خير.ء

عودة الوعي: هو مغمى عليه؟ عودة الروح: دة شيئ بيد الله وحدة.  أيش أيش أيش؟؟؟ ، مصير صرصار: أيش الجرف؟؟ إيش بيه دة؟ حمير وصراصير!! والله لوطلعلي كتاب تاني فيه حيوانات أو حشرات أو سلاطين لاكون مصادرهم كلهم.ء

وعلى حظي الطين (على وزن سلاطين)، تفتكروا أيه الكتاب اللي طلعله وهو متنرفز كدة؟ أرني ألله طبعآ!! ومن غير ماأعيد اللي إتقال عن قريبي، أخدتها من قاصرها ولميت الكتب كلها وعطيتها للمفتش بنفسي.ء

وللقصة بقية.ء 

2 comments:

Mohamed Hanno said...

This is a masterpiece. Not only is it very funny, it also offers an interesting illuminating perspective of where we were and where we are now (which is where they were and still are), if you know what I mean. I like the book titles reflect the changing times.

nahoul said...

Let me disappoint you even more and say that books are no problem now-a-days. The bags are scanned (I guess for bottles and weapons) but are almost never opened anymore.
So their curve is going up, while ours is going downhill at the speed of light.