عملآ بمبدأ تكافوء الفرص و إيمانآ بتداول السلطه، وبما إني أحرجت زوجي وأولادي بما فيه الكفاية، قررت أحرج نفسي بالمرة.ء
الظاهر الحكاية أصعب بكتير مما كنت أتصور. مش لاقية في نفسي أي حاجة غلط تستحق النقد أو التريقة. ليه كدة بس ياربي خلقتني مافياش أي عيوب؟؟ أيوة فكرة، أكتب على الصفات الكويسة اللى فيه، بس اللي الناس، لأسباب غريبة أنا مش فهماها، شيفينها عيوب.ء
أبتدي بإيه؟ موسوسة؟ لأ إتكلمت عنها قبل كدة. ء
نكدية وبعيط حتى في الأفلام الكوميدي؟ لأ حيقولوا هبلة. ء
طيبة بس لما بتعصب مابعرفش أبويا؟ لأ حيقولوا مجنونة. ء
أيوه لقيتها، العداوة المستحكمة بيني وبين المطبخ. ء
بجد مش قادرة ألاقي أي تفسير منطقي للعداوة دي. مامتي مشهورة بأكلها. وعلشان كدة أنا بحب الأكل الطعم وماقدرش ألمس أي طعام لو شكله أوريحته أوتقديمة مش بالحلاوة اللي أنا متعودة عليها. فالتطور الطبيعي للحاجة الساقعة كان يستوجب إني أتعلم الطبخ من ماما علشان لما أبقى مسؤلة عن بيت وزوج وأطفال، أعرف أعمل أكل بنفس الطعامة.ء
وده فعلآ اللي حصل. بعد ما إتخبط، قصدي أتخطبت، ولما عرفت إني لما حأتجوز حأسيب مصر، يعني مش حاينفع إن ماما تطبخ وتبعتلي الغذاء كل يوم. طلبت من ماما إنها كل ما تطبخ حاجة أنا بحبها، تقوللي علشان أقف معاها في المطبخ وأتعلم منها أسرار الأكل المصري المسبك والمحمر.ء
بس سبحان الله، الظاهر كل واحدة فينا عارفة هي شاطرة في أية، وخيبانة في أيه حتى قبل ماتجرب. والدليل على كدة إن لما ماما قالتلي تعالي أتعلمي المحشي، قلتلها مرة تانية علشان الزمالك حيلعب النهاردة وعايزة أركز في الدعاء علشان مانتغلبش تاني. ومرة تانية لما قالتلي تعالي إتعلمي الملوخية علشان إنتي بتحبيها، إتحججت بالمذاكرة.ء
أخيرآ وفي يوم مفترج، ماما جت قالتلي، أنا كنت مش ناوية أقولك تعالي أتعلمي الطبخ تاني أبدآ، بس النهاردة حأعمل قلقاس مع كمونبة، وأنا عارفة قد إيه إنتي بتحبيهم، فلوعايزة تيجي تتفرجي تعالي، ولو وراكي متش أو مذاكرة خلليكي. مش عارفة أنا مشيت ورا ماما للمطبخ زي الكلبة من الإحراج ولا من حبي في القلقاس؟ المهم إني بصيت لقيت نفسي، الشر برة وبعيد، في المطبخ.ء
القلقاس المكعبات كان في مصفاة، والمية نزلة ترخ ترخ من الحنفية حرام ياست سنية. ماما قالتي أصعب حاجة في القلقاس التخلص من لزوجته، علشان كدة بنشطفة وبعدين بنحطة في مية مغلية و نصفيه تاني. لحد كدة وأنا مركزة جامد جدآ. أي حاجة فيها نظافة بتكون سهلة الفهم. وبعدين نحط مية نظيفة في حلة تانية، ونغليها ونعمل شوربة ببصلة كبيرة ومكعبات شوربة الفراخ. أبتديت أطلخبط بس لسه ماشي الحال. ولما البصلة تطرى، نحط القلقاس اللي إتصفى ومابقاش فيه أي لزوجه. أظن سهل خالص. رفعت إيدي، فماما قالتلي: إحنا مش في فصل بجد هنا، عايزة أيه؟ رديت وأنا فرحانة بقوة ملاحظتي: نسيبة على النار لحد مايخضر؟؟ لو كنتي ناوية تعملي كدة ياشطورة كان القلقاس حيتحرق وجوزك حيندم على اليوم اللي إتجوزك فيه. لأ يافالحة. الخضار دة بيجي علشان حنحط ثلث الكمية دي من الكزبرة الخضراء والثوم والخضرة المسلوقة على القلقاس لما يقرب يستوي. وبعدين نعمل تقلية من باقي الكمية، ونحطها فوقة بعد ما نشيله من على النار. طبعا أثناء الوصفة المكلكعة دي كنت أنا بقول في راسي: إنشالله ما أنا ولا جوزي عمرنا أكلنا قلقاس في بيتنا، نبقى ناكله لما نيجي نزور ماما وبابا.ء
ودلوقت وعلى ما القلقاس يستوى، نعمل الكمونية. ودي سهلة أوي لإنها كلها ني في ني. مافهمتش حاجة بس حكاية سهلة أوي دي شجعتني فنسحبت من لساني وقلت لماما: طب خلليني أنا اللي أطبخها. وبتلقائية وخوف طالع من القلب، لقيت الست الأميرة الطيبة اللي بتساعد ماما في البيت، واللي أنا عارفة إنها بتحبني زي بنتها بتقول: لأ علشان خاطري بلاش تجربي فينا، باباكي بيحب الأكلة دي، بلاش تزعليه!! حفزني كلام أم فايزة (الله يرحمها) وقررت أدافع عن كرامتي اللي إتبعزقت علي أرض المطبخ وصممت إني أنا اللي حعمل الكمونية. ياللا قولولي أعمل أيه؟ أول حاجه، قطعي البصلة دي مكعبات صغيرة. وأدي اللوح الخشب وأدي السكينة. وخللي بالك على صوابعك. توكلنا على الله، وأدي تقطيعة.ء
أنا يادوب أبتديت أقطع من هنا والدنيا زغللت من هنا، وأنهار من الدموع سالت على وشي، ومابقتش شايفة لا البصلة ولا السكينة، وعنيه كانت بتحرقني زي الحرامي اللي رشوا في وشة ببر سبراى!! في الظروف العادية كنت طبعآ إعتزلت الطبخ وأنا في عز شبابي، ولكن عند في أم فايزة، قررت أكمل المشوار. بس إزاي حستحمل تقطيع باقي البصلة؟؟ أيوه فكرة. من فضلكم ماحدش يقرب من البصلة بتاعتي، حأروح أجيب حاجة من جوه وحأرجع على طول.ء
فتحت دولابي ومن الدرج المخصص لأدوات السباحة، أخذت المطلوب ولبسته ورجعت المطبخ. الظاهر إن ماما وأم فايزة ماكانوش متوقعين مني العبقرية الفذة في حل المشاكل لإنهم بدل ما يشجعوني ويهنوني على النباهه، وبعد الخضة والصرخة العالية اللي خلت الجيران ييجوا يطمنوا عليهم، طلبوا مني أخلع نظارات الغوص والخروج من المطبخ بلا رجعة.ء
لأ والإحراج ماخلصش على كدة، لكن ولمدة شهرعلى الأقل، كانت الحكاية دي إتعرفت في العيلة كلها وكمان بين الأصدقاء والمعارف، وحتى ماما حكتها لعيلة خطيبي!!! أصلها ماحبتش تخدعهم وتخبي عليهم إنهم حيجوزوا إبنهم لواحدة حتطبخ وهية لابسة المايوه!!ء
ملحوظة: القلقاس هو الخضار المفضل لأولادي، ولمل سألتهم عن سر حبهم له، قالو: لأنه بيديهم فرصة يقولوا
"All ASS"
من غير ما أذنبهم
نكدية وبعيط حتى في الأفلام الكوميدي؟ لأ حيقولوا هبلة. ء
طيبة بس لما بتعصب مابعرفش أبويا؟ لأ حيقولوا مجنونة. ء
أيوه لقيتها، العداوة المستحكمة بيني وبين المطبخ. ء
بجد مش قادرة ألاقي أي تفسير منطقي للعداوة دي. مامتي مشهورة بأكلها. وعلشان كدة أنا بحب الأكل الطعم وماقدرش ألمس أي طعام لو شكله أوريحته أوتقديمة مش بالحلاوة اللي أنا متعودة عليها. فالتطور الطبيعي للحاجة الساقعة كان يستوجب إني أتعلم الطبخ من ماما علشان لما أبقى مسؤلة عن بيت وزوج وأطفال، أعرف أعمل أكل بنفس الطعامة.ء
وده فعلآ اللي حصل. بعد ما إتخبط، قصدي أتخطبت، ولما عرفت إني لما حأتجوز حأسيب مصر، يعني مش حاينفع إن ماما تطبخ وتبعتلي الغذاء كل يوم. طلبت من ماما إنها كل ما تطبخ حاجة أنا بحبها، تقوللي علشان أقف معاها في المطبخ وأتعلم منها أسرار الأكل المصري المسبك والمحمر.ء
بس سبحان الله، الظاهر كل واحدة فينا عارفة هي شاطرة في أية، وخيبانة في أيه حتى قبل ماتجرب. والدليل على كدة إن لما ماما قالتلي تعالي أتعلمي المحشي، قلتلها مرة تانية علشان الزمالك حيلعب النهاردة وعايزة أركز في الدعاء علشان مانتغلبش تاني. ومرة تانية لما قالتلي تعالي إتعلمي الملوخية علشان إنتي بتحبيها، إتحججت بالمذاكرة.ء
أخيرآ وفي يوم مفترج، ماما جت قالتلي، أنا كنت مش ناوية أقولك تعالي أتعلمي الطبخ تاني أبدآ، بس النهاردة حأعمل قلقاس مع كمونبة، وأنا عارفة قد إيه إنتي بتحبيهم، فلوعايزة تيجي تتفرجي تعالي، ولو وراكي متش أو مذاكرة خلليكي. مش عارفة أنا مشيت ورا ماما للمطبخ زي الكلبة من الإحراج ولا من حبي في القلقاس؟ المهم إني بصيت لقيت نفسي، الشر برة وبعيد، في المطبخ.ء
القلقاس المكعبات كان في مصفاة، والمية نزلة ترخ ترخ من الحنفية حرام ياست سنية. ماما قالتي أصعب حاجة في القلقاس التخلص من لزوجته، علشان كدة بنشطفة وبعدين بنحطة في مية مغلية و نصفيه تاني. لحد كدة وأنا مركزة جامد جدآ. أي حاجة فيها نظافة بتكون سهلة الفهم. وبعدين نحط مية نظيفة في حلة تانية، ونغليها ونعمل شوربة ببصلة كبيرة ومكعبات شوربة الفراخ. أبتديت أطلخبط بس لسه ماشي الحال. ولما البصلة تطرى، نحط القلقاس اللي إتصفى ومابقاش فيه أي لزوجه. أظن سهل خالص. رفعت إيدي، فماما قالتلي: إحنا مش في فصل بجد هنا، عايزة أيه؟ رديت وأنا فرحانة بقوة ملاحظتي: نسيبة على النار لحد مايخضر؟؟ لو كنتي ناوية تعملي كدة ياشطورة كان القلقاس حيتحرق وجوزك حيندم على اليوم اللي إتجوزك فيه. لأ يافالحة. الخضار دة بيجي علشان حنحط ثلث الكمية دي من الكزبرة الخضراء والثوم والخضرة المسلوقة على القلقاس لما يقرب يستوي. وبعدين نعمل تقلية من باقي الكمية، ونحطها فوقة بعد ما نشيله من على النار. طبعا أثناء الوصفة المكلكعة دي كنت أنا بقول في راسي: إنشالله ما أنا ولا جوزي عمرنا أكلنا قلقاس في بيتنا، نبقى ناكله لما نيجي نزور ماما وبابا.ء
ودلوقت وعلى ما القلقاس يستوى، نعمل الكمونية. ودي سهلة أوي لإنها كلها ني في ني. مافهمتش حاجة بس حكاية سهلة أوي دي شجعتني فنسحبت من لساني وقلت لماما: طب خلليني أنا اللي أطبخها. وبتلقائية وخوف طالع من القلب، لقيت الست الأميرة الطيبة اللي بتساعد ماما في البيت، واللي أنا عارفة إنها بتحبني زي بنتها بتقول: لأ علشان خاطري بلاش تجربي فينا، باباكي بيحب الأكلة دي، بلاش تزعليه!! حفزني كلام أم فايزة (الله يرحمها) وقررت أدافع عن كرامتي اللي إتبعزقت علي أرض المطبخ وصممت إني أنا اللي حعمل الكمونية. ياللا قولولي أعمل أيه؟ أول حاجه، قطعي البصلة دي مكعبات صغيرة. وأدي اللوح الخشب وأدي السكينة. وخللي بالك على صوابعك. توكلنا على الله، وأدي تقطيعة.ء
أنا يادوب أبتديت أقطع من هنا والدنيا زغللت من هنا، وأنهار من الدموع سالت على وشي، ومابقتش شايفة لا البصلة ولا السكينة، وعنيه كانت بتحرقني زي الحرامي اللي رشوا في وشة ببر سبراى!! في الظروف العادية كنت طبعآ إعتزلت الطبخ وأنا في عز شبابي، ولكن عند في أم فايزة، قررت أكمل المشوار. بس إزاي حستحمل تقطيع باقي البصلة؟؟ أيوه فكرة. من فضلكم ماحدش يقرب من البصلة بتاعتي، حأروح أجيب حاجة من جوه وحأرجع على طول.ء
فتحت دولابي ومن الدرج المخصص لأدوات السباحة، أخذت المطلوب ولبسته ورجعت المطبخ. الظاهر إن ماما وأم فايزة ماكانوش متوقعين مني العبقرية الفذة في حل المشاكل لإنهم بدل ما يشجعوني ويهنوني على النباهه، وبعد الخضة والصرخة العالية اللي خلت الجيران ييجوا يطمنوا عليهم، طلبوا مني أخلع نظارات الغوص والخروج من المطبخ بلا رجعة.ء
لأ والإحراج ماخلصش على كدة، لكن ولمدة شهرعلى الأقل، كانت الحكاية دي إتعرفت في العيلة كلها وكمان بين الأصدقاء والمعارف، وحتى ماما حكتها لعيلة خطيبي!!! أصلها ماحبتش تخدعهم وتخبي عليهم إنهم حيجوزوا إبنهم لواحدة حتطبخ وهية لابسة المايوه!!ء
ملحوظة: القلقاس هو الخضار المفضل لأولادي، ولمل سألتهم عن سر حبهم له، قالو: لأنه بيديهم فرصة يقولوا
"All ASS"
من غير ما أذنبهم
1 comment:
I managed to read it......I agree with the kids..and besides, when u make the "all ass" the kitchen does not get tooooooooo dirty!
Post a Comment