بقلم د.سحر الموجى (المصري اليوم) ٢٤/٨/٢٠٠٨
لا شك أن حريق مجلس الشوري الأسبوع الماضي يأتي كعلامة فارقة محملة بالدلالات (لمن يُعني أن يفهمها). ومنذ اليوم الأول للحادث تعددت القراءات التي تحلل الوضع وتحاول تحديد مغزاه.
لكنني هنا أرغب في التوقف أمام نقطتين تحديدا تشكلان رسالة إلي الحكومة المصرية: هل أفقتم من غيبوبتكم؟!
النقطة الأولي الجلية هي انهيار البنية التحتية لهذا البلد إلي الدرجة التي تترك مكانا له تلك الأهمية التاريخية والسياسية بلا نظام إنذار ضد الحريق، وبلا قدرة علي إطفاء حريق في موقع حساس كهذا.
احتراق مجموعة الفنانين في مسرح بني سويف إذن ليس بالأمر المستغرب، ونحن المغرضين كنا قد أسأنا الظن بالحكومة «الذكية» وافترينا عليها بتهمة إهمال الثقافة والاستهانة بحياة البشر. ظهر الأمر وتأكدنا أن المسألة ليست ضد الفقراء أو المثقفين، وإنما هي ضد الجميع، بمن فيهم من يشرعون كل ساعة قانونا، ومن يحمون القتلة والمحتكرين.
ها هي النيران قد وصلت إلي عقر داركم وكنتم قد ظننتموها بعيدة بعيدة لن تطالكم في البروج العاجية. هل أفاقتكم النيران علي ضرورة تأسيس بلد بحق وحقيق، بلد بإمكانه حماية حياة الإنسان وممتلكاته وإرثه التاريخي وكرامته، أم أن ما سيفيقكم هو حريق أكبر؟
النقطة الثانية التي لا أتمني أن تمر علي الحكومة مرور الكرام هي شماتة المصريين تجاه ما حدث، لقد دفعت سياساتكم هذا الشعب إلي أن يكرهكم ويتمني لكم السوء. هل تساءلتم عن سبب تلك الموجة الجارفة من الكراهية التي أنست الشامتين أن ما يحترق هو تاريخهم وإرثهم الذي لن يعوض؟
كل ما فكروا فيه هو أنهم فرحون أن النيران قد طالتكم، بل إنهم تمنوا أن تطال مجلس الشعب أيضا بمن فيه من بشر. من الواضح أنهم لم
لكنني هنا أرغب في التوقف أمام نقطتين تحديدا تشكلان رسالة إلي الحكومة المصرية: هل أفقتم من غيبوبتكم؟!
النقطة الأولي الجلية هي انهيار البنية التحتية لهذا البلد إلي الدرجة التي تترك مكانا له تلك الأهمية التاريخية والسياسية بلا نظام إنذار ضد الحريق، وبلا قدرة علي إطفاء حريق في موقع حساس كهذا.
احتراق مجموعة الفنانين في مسرح بني سويف إذن ليس بالأمر المستغرب، ونحن المغرضين كنا قد أسأنا الظن بالحكومة «الذكية» وافترينا عليها بتهمة إهمال الثقافة والاستهانة بحياة البشر. ظهر الأمر وتأكدنا أن المسألة ليست ضد الفقراء أو المثقفين، وإنما هي ضد الجميع، بمن فيهم من يشرعون كل ساعة قانونا، ومن يحمون القتلة والمحتكرين.
ها هي النيران قد وصلت إلي عقر داركم وكنتم قد ظننتموها بعيدة بعيدة لن تطالكم في البروج العاجية. هل أفاقتكم النيران علي ضرورة تأسيس بلد بحق وحقيق، بلد بإمكانه حماية حياة الإنسان وممتلكاته وإرثه التاريخي وكرامته، أم أن ما سيفيقكم هو حريق أكبر؟
النقطة الثانية التي لا أتمني أن تمر علي الحكومة مرور الكرام هي شماتة المصريين تجاه ما حدث، لقد دفعت سياساتكم هذا الشعب إلي أن يكرهكم ويتمني لكم السوء. هل تساءلتم عن سبب تلك الموجة الجارفة من الكراهية التي أنست الشامتين أن ما يحترق هو تاريخهم وإرثهم الذي لن يعوض؟
كل ما فكروا فيه هو أنهم فرحون أن النيران قد طالتكم، بل إنهم تمنوا أن تطال مجلس الشعب أيضا بمن فيه من بشر. من الواضح أنهم لم
يعودوا يرونكم «مصريين»، بل مجرد حفنة من الطغاة الذين لا يمثلونهم ولا يحمون مصالحهم ولا أرواحهم.
هل تدركون خطورة تلك الكراهية التي تنعكس علي كل شيء في هذا البلد، بدءا من قلة الإنتاجية إلي البلطجة بجميع تنويعاتها، وقد تصل إلي تعمد التخريب في لحظة لا تعملون لها حسابا؟ أنتم تتعاملون معنا علي أننا شعب ميت بلا إحساس وبلا قدرة علي زحزحتكم من أماكنكم التي تكلستم فوقها.
فرضتم الإتاوات، وشرعتم العقوبات، وسلطتم حالة الطوارئ فوق رقابنا سنوات طوالاً، هل كنتم تعملون لصالحنا ونحن غير مدركين، أم
هل تدركون خطورة تلك الكراهية التي تنعكس علي كل شيء في هذا البلد، بدءا من قلة الإنتاجية إلي البلطجة بجميع تنويعاتها، وقد تصل إلي تعمد التخريب في لحظة لا تعملون لها حسابا؟ أنتم تتعاملون معنا علي أننا شعب ميت بلا إحساس وبلا قدرة علي زحزحتكم من أماكنكم التي تكلستم فوقها.
فرضتم الإتاوات، وشرعتم العقوبات، وسلطتم حالة الطوارئ فوق رقابنا سنوات طوالاً، هل كنتم تعملون لصالحنا ونحن غير مدركين، أم
أنكم كرستم كل ثروات البلد وموارده لتأمين سلطتكم وحكمكم، ولم تهتموا لا بالشعب ولا برأي التاريخ فيكم؟
ألا تسمعون طقطقة النيران تخبركم أنكم لستم ببعيدين عن اندلاع غضب هذا الشعب الذي عاني منكم ومن بطش «أمنكم» به؟ هل يدفعكم إدراك أن الشعب يحمل لكم كراهية - لا تختلف كثيرا عن كراهيته لكل محتل غاصب - أن تغيروا من مجري سياساتكم كي تصب في مصلحته ولو لمرة؟
ألا تسمعون طقطقة النيران تخبركم أنكم لستم ببعيدين عن اندلاع غضب هذا الشعب الذي عاني منكم ومن بطش «أمنكم» به؟ هل يدفعكم إدراك أن الشعب يحمل لكم كراهية - لا تختلف كثيرا عن كراهيته لكل محتل غاصب - أن تغيروا من مجري سياساتكم كي تصب في مصلحته ولو لمرة؟
جربوا.. جربوا أن تقنعونا أنكم تعملون لصالح الشعب، وليس لصالح بقائكم مخلدين فوق كراسي الحكم، وشاهدوا ماذا سيفعل هذا الشعب من أجل بلده. نحن لسنا شعبا فقيرا رغم النهب الطويل، ولسنا شعبا جاهلا رغم التجهيل المنظم، نحن شعب لديه قدرات بناء وخلق وإبداع فريدة وثرية، جربوا أن تقنعونا أن نعمل من أجل هذا البلد، ليس كلاما، فقد شبعت بطوننا من كلامكم إلي حد التخمة.
حاكموا الفاسدين، وضعوا دستورا قويا يحمي الحريات ويحترم المواطنة ولا يقبل الحرق كل بضعة أعوام (مع غياب فرق الإنقاذ) ولا تجعلوا من أنفسكم تلك الطبقة المتميزة بسلطتها، الشاهرة سيفها في وجوهنا، وسترون وقتها ماذا بإمكان هذا الشعب أن يفعل، لو لم تُُفقْكم تلك الكراهية فماذا بإمكانه أن يفيقكم؟
حاكموا الفاسدين، وضعوا دستورا قويا يحمي الحريات ويحترم المواطنة ولا يقبل الحرق كل بضعة أعوام (مع غياب فرق الإنقاذ) ولا تجعلوا من أنفسكم تلك الطبقة المتميزة بسلطتها، الشاهرة سيفها في وجوهنا، وسترون وقتها ماذا بإمكان هذا الشعب أن يفعل، لو لم تُُفقْكم تلك الكراهية فماذا بإمكانه أن يفيقكم؟
No comments:
Post a Comment